علي صياداني؛ حسن إسماعيل زاده باواني؛ شهلا حيدري
الملخّص
بدأت البولیفونيّة في عالم النقد والأدب مع المنظر الروسي میخائیل باختین في العقد الثاني من القرن العشرین، قدمها في أبحاثه حول روایات دوستویفسکي. کشف باختین بواسطتها عن أساسیات الدیموقراطية الحوارية ...
أكثر
بدأت البولیفونيّة في عالم النقد والأدب مع المنظر الروسي میخائیل باختین في العقد الثاني من القرن العشرین، قدمها في أبحاثه حول روایات دوستویفسکي. کشف باختین بواسطتها عن أساسیات الدیموقراطية الحوارية بین الشخصیات، ونفی بها السلطة الحاکمة للراوي المتفرد. من أهم ما تشمل هذه الأساسیات هو تعددية الأصوات، وتعددية اللغات. وتنقسم تلك الأخیرة لمفاهیم مختلفة أهمها: التهجین، التنضید، البارودیا، الأجناس التعبیرية، والحوارات الخالصة. اخترنا رواية "الدیوان الإسبرطي" للروائي الجزائري "عبد الوهاب عیساوي" لهذا البحث، إذ وجدنا تجسید البولیفونية غالبة علی سردیته، معتمدین علی المنهج الوصفيّ-التحليليّ. رسم عیساوي مرایا تاریخ الجزائر ما بین 1815 إلی 1833 بأحداثه السیاسية والاجتماعيّة مع استخدام خمس شخصیات أساسية خیالية، غیر أن البعض منها اقتبسها من شخصیات حقیقية عاشت في تلك الفترة. تسرد من خلال هذه الأصوات، حوادث سلطات العثمانیین، واستعمار الفرنسيین التي خلفت الکوارث آنذاك. نالت هذه الرواية جائزة البوكر للرواية العربيّة عام 2020. اختار عیساوي البنية البولیفونية للرواية کي ینقل التاریخ من شتی الزوایا، ويبیّن أهمية الأحداث بواسطة تلك الأصوات. من أهم النتائج التي توصّل إلیها البحث أنّ سرد الرواية الأدبي المفبرك، وتلفیق الحوارات الخالصة فيه، مع لمسات التهجین والبارودیا والتنضید وحتی انکسار الحرف الواضح ضمنه جعل منها بوليفونية الإنتماء، وقريبة لعالم الواقع في نقل أحداثه.