الملخّص
الاستعارة في المنهج العلميّ الجدید ليست مقولة لغوية فحسب، بل يمكن أن تكون بنیةً مهمةً ولها تأثيرات إيديولوجية في الخطاب، حيث يقوم الكاتب، أحياناً، بإظهار الدلالات الإيديولوجية لكلمة أو عبارة باستخدامها استعارياً. فالاستعارات المستخدمة في نصٍ ما التي تخترق طبقاته الداخلية وتتسرب إلیها، یمکن أن تساعد في فهم الصلات الأيديولوجية للخطاب في ذلك النص. قدّم تشارتریس-بلاك في كتابه «التحلیل النقديّ للاستعارة: مقاربة معرفية-جسدية» (2004م) نظرية تحليل الاستعارة النقديّ لأول مرة وعلی ثلاثة مستويات، المستوی اللغويّ والمستوى الوظيفيّ والمستوى المعرفيّ. ولايكوف وجونسون في كتابهما «الاستعارات التي نحیا بها» (1980م)، شرحا نظريتهما للدور المعرفي والمضموني للاستعارة التي سُمّيت الاستعارة المفهومية. فقسّما الاستعارات إلى ثلاثة أجزاء: الاستعارات البنيوية والاستعارات الاتجاهية والاســتعارات الأنطولوجية. في رواية «الجازية والدراويش» لعبد الحميد بنهدوقة استعارات مختلفة، من هذا المنطلق. يهدف هذا البحث إلی تحلیل کیفیة استخدام الکاتبِ هذه الاستعارات للکشف عن انتماءاتِ الخطاب الأيديولوجية أو تشجّعها. ومن أهم النتائج التي تم التوصل إلیها في دراستنا للرواية وذلك بالاعتماد علی المنهج الوصفي-التحليلي وعبر الانتقال من مستوى التعرف إلى سیاق الحالِ وسياق التّناص وبتأسيس العلاقة بين النص والخلفية المعرفية، هي أن بنهدوقة، من خلال استخدام الاستعارات يهدف إلى التعبير عن أيديولوجيات الوعي والبصیرة، والأصالة، والثبات والاستقامة، والصلة بالأصل، ورفض الرَجْعِيَة، وحب الوطن، وتدمیر المجتمع وفساده بسبب عدم استقرار الساسة.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة