الملخّص
تعتبر مسرحيّة "محاكمة الرجل الذي لم يحارب" لممدوح عدوان من أبرز الأعمال المسرحيّة التي تعكس التوترات الاجتماعيّة والسياسيّة في العالم العربيّ. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل كيفية توظيف عناصر المسرح الملحمي لممدوح عدوان علی ضوء نظريّة برتولد بريخت لتجسيد تلك التوترات على خشبة المسرح بما يعكس واقع المجتمع العربيّ وقضاياه المتشابكة وتحليل الشخصيات الرئيسة وتطوراتها لبيان انعكاس الصراعات الاجتماعيّة والسياسيّة في العمل المسرحي. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی، وأما نتائج الدراسة، فقد عكست المسرحيّة بشكل بارز التوترات الاجتماعيّة والسياسيّة من خلال تطور الشخصيات والصراعات. تبدأ المسرحيّة بالحدیث الجانبي عندما یخاطب الحاجب الجمهور بجمل حوارية قصیرة ومركزة مثل هذا الحوار بین عبد الله وأبو سلیم. أهم صراع خارجي في المسرحيّة هو الصراع بین النائب العام ومحامي الدفاع، حيث یكون فیه الصراع سببا في الصراع الذي یلیه ویكون كل صراع أقوى وأكثر كثافة من الصراع الذي یسبقه. المسرحيّة مؤلفة من فصلین، إذ تعرض في الفصل الأول خیوط الأزمة، وهي محاكمة الرجل الذي لم یحارب وتعرفنا الشخصیات والعلاقة بینها. كما أننا نعرف كل الشخصیات فیها كأبي الشكر والنائب العام والقاضي ومحامي الدفاع ونفهم قصدهم للحضور في المحكمة. ویبین الفصل الثاني احتدام الصراع حتی یبلغ ذروته حینما اتهم النائب العام أبا الشكر بأن لیس لدیه أيّة مشاعر إنسانیة. يبدأ عدوان في التغريب من العنوان بإدخاله التناقض الظاهري بين لفظة (المحاكمة) و(لم يحارب) أي عدم ارتكاب الفعل، ما يثير استفهام لدي المتلقي. تلاعب عدوان باسم الشخصية الأكثر تكراراً في المسرحيّة، وهي شخصية أبو الشكر الذي ترمز إلی الشعب العربيّ فينّزل عليها لعبة التأریخية، فيناديه بالعدناني مرة ومرة أخرى بالغساني بالسخرية.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة