الملخّص
السِّیمیولوجیا هي علم تقصّي معاني النَّصِّ والكشف عن الدَّلالات العمیقة التي تحتویها مفردات النصّ وتراكیبه. أسَّسها وأرسی أصولها في العصر الحدیث فردیناند دي سوسیر وتشارلز ساندرز بیرس. وقد خرجت من بطن هذا العلم منهجیَّات شتَّی تمنح النَّاقد آلیات تعینه علی فهم النَّصِّ واستیعاب مكنوناته. وأحد أهمِّ هذه المنهجیَّات المنبثقة عن هذا العلم منهجیَّة مایكل ریفاتیر التي تعالج النَّصَّ عبر قراءتین اثنتین: الأولی تعرف بالقراءة الاكتشافیَّة یتطرَّق فیها إلی القضایا التي تمتُّ بصلة إلی ظاهر النَّصِّ. أمَّا في القراءة الثَّانیة التي تُدعی الارتجاعیَّة فَیفكّ فیها النَّاقد شفرات النَّصِّ وغموضه حتَّی یحدّد معناه. کما أنه في هذه القراءة الأخیرة یناقش مفاهیم من مثل المنظومات الوصفیَّة والتَّعابیر المتراكمة والهیبوغرام والماتریس البنیوي. تهدف هذه الدِّراسة، عبر المنهج الوصفي – التَّحلیلي وبالاعتماد علی منهجیَّة ریفاتیر، إلى دراسة قصیدة «بكائیَّة إلی شمس حَزیران» للشَّاعر عبد الوهَّاب البیاتي التي یكثر فیها من السُّخریَّة ویفضح زَیف الحكام والمحتالین. ومن أهمِّ ما توصَّلت إلیه من نتائج هو أنَّه: في القراءة الأولی یستخدم الشَّاعر التَّقدیم والتَّأخیر لبیان مدی اهتمامه ببعض المعاني كما أنَّه یوظِّف المجاز بشكلَیه: المرسل والاستعاري لبثِّ الإثارة والحماس في النَّصِّ. وأمّا في القراءة الارتجاعیَّة فاتَّضح أنَّ التَّراكمات تتمحور حول مواضيع (التشرد والدمار) و(التناحر والحزازات) و(الإدعاءات الفارغة) و(النفاق والتخاذل) والمنظومات الوصفیَّة تتطرَّق إلی مفاهیم من قبیل: (حرب الكلمات) و(المسؤولین) لیصل عبر هذه القضایا إلی الهیبوغرام ثمَّ الماتریس البنیوي اللذَین یشكلان الشَّبكة المعنویَّة للنَّصِّ.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة