الملخّص
يسعى علم الاجتماع اللغوي، من خلال دراسة التأثير المتبادل بين اللغة والمجتمع، إلى تحليل دور اللغة في التفاعلات الإنسانية. وتُعدّ الرواية، بوصفها خطاباً لغوياً يتضمن طيفاً واسعاً من الأساليب الأدبية، نافذةً تُطلِع القارئ على الوقائع الاجتماعيّة من منظور لغوي. ويُعرَف التهجين بأنه المزج بين اللغة وأساليب أدبية متنوعة ضمن عمل أدبي واحد، ليُتيح تحليل الرواية من منظور يجمع بين تنوع الأصوات والرؤى، كما يُوفّر إمكانية دراسة طيف واسع من الأصوات الفردية والاجتماعيّة. وتُجسّد رواية "سيدات القمر" لجوخة الحارثي حضوراً جلياً لأشكال التهجين. وتسعى هذه الدراسة إلى استعراض وتحليل تجليات التهجين في هذه الرواية باستخدام المنهج الوصفي التحليلي. وقد أظهرت النتائج أنّ التهجین یتجلی في هذه الرواية في بُعدين رئيسن: بُعد غير قصدي وبُعد قصدي. في البُعد غير القصدي، استخدمت الكاتبة، بصورة غير واعية، مفردات مُستعارة من اللغة العربيّة الفصحى. أما في التهجين القصدي، فقد ارتقَت الحارثي بمستوى دمج لغتها الروائية مع أنماط أدبية متعددة من خلال استخدام عناصر التناص مع القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، واستخدام الأمثال الشعبية واللهجة العامية العمانية، إضافةً إلى التهجين بالتنضيد. الكاتبة وظّفت عناصر التهجين لعكس التباينات الطبقية في المجتمع، ولتعزيز التوجيهات الدينية وتقديم العِبر الأخلاقية، ولتأكيد المرتكزات الثقافية لمجتمعها، ما أسهم في جذب القارئ وإثراء الرواية، وكان له أثرٌ بالغ في عرض أصوات الشرائح المختلفة في المجتمع وتمكين القارئ من إدراك التناقضات الكامنة في نسيجه.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة