الملخّص
تعتبر ثنائية الحياة والموت من أهم الثنائيات التي أعار لها الشعراء اهتماماً خاصاً وهي من الثنائيات التي تجذب المتلقي لتثير فيه شعوراً متفائلاً نحو الولادة المرتقبة. وقد كانت هذه الثنائية محور قصيدتين لاثنين من الشعراء، الأولى "أغنية الخريف" للشاعر الفرنسي بول فيرلين أو فيرلان والثانية "الحياة على شكل ورقة ميتة" للشاعر السوري وفيق سليطين. ويتجلى هدف البحث في محاولته البحث عن تلك الثنائية في القصيدتين، وذلك عبر منهج استقرائي تحليلي مقارن. يتلخص أهم ما تناوله البحث في تحليل مقومات اللوحات الشعرية؛ الصورة السمعية والصورة البصرية في القصيدتين، ثم المحاورة بين النصين على أكثر من مستوى: مستوى الضمائر، ومستوى الأفعال والكلمات والعبارات، وصولاً إلى حوار الأفكار. وتتلخص أهم النتائج التي توصل لها البحث في أنّ الإنسان هو ورقة ذات وجهين؛ فإن اختار الشاعر الغربي أن تكون حياته في الوجه الأول؛ عالم الواقع المادي، فإنَّ الشاعر المشرقي كان قد اختار أن يكون الوجه الآخر للورقة انطلاقاً من تثمينه وتقديره وإيمانه بهذا الوجه. من هنا كانت نقطة الافتراق بين الشاعرين في رؤية كل منهما لمفهومي الموت والحياة؛ فالأول يرى الموت نهاية الحياة والثاني يراه بدايتها في نظرة صوفية تقوم على الكشف. لكنهما يجتمعان على تجاوز حدود الانغلاق والتقييد في التجربة الشعرية باتجاه الانطلاق وتحرير المعنى من القيود ليصبح الشعر قوة خلق جديد قادرة على الكشف المستمر للأغوار، والانفتاح على أفق المعنى ورحاب التجاوز؛ تجاوز الظواهر نحو المكنونات وتجاوز الجسد نحو الروح.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة
قائمة المصــادر والمـراجـــع
الدوريات