الملخّص
إنّ الشعر یتمیز عن بعضه من خلال الأسلوب الفني. وإنّ الشعراء یتفاضلون عبر حبكهم للأسلوب الرصین ونظراً إلى أهمیته فقد اعتنی الشعراء بصیاغته وإجادته. وقد برز الشاعر محمد سعید المنصوري في العصر الحدیث وسرعان ما ذاع صیته نظراً لجودة أسلوبه الشعری وقد برز من بین سائر شعره قصیدة «بعد النبي» ما استدعی أن نقوم بهذا العمل كي نحلل أسلوبه الفني بالاعتماد علی أسس المنهج الأسلوبي. فدرسنا ثلاثة مستویات هي المستوی الدلالي والتركیبي والصوتي. وقد خلص البحث إلى أنّ أسلوب الشاعر قد تمیز بعدة سمات تجلت علی ثلاثة مستویات هي المستوی الدلالي والتركیبي والصوتي. أما الدلالي فقد استخدم عدة فنون هي التشبیه المجمل والاستعارة المكنیة والكنایة عن الصفة والموصوف ورسم من خلالها ملامح الزهراء عند مصیبتها. أمّا علی المستوی الصوتي فقد استخدم الشاعر فنون الجناس والتكرار لمنح شعره طاقة صوتية تساعد علی تعزیز معاني حزن الزهراء. أما علی المستوی التركیبي فنری الجمل الخبریة بنوعیها الاسمیة والفعلیة. أما الاسمیة فجاءت لثبوت مآسي كسر ضلع الزهراء وسلب میراثها وقتل ابنها وأما الجمل الفعلیة ذات الفعل المضارع فلبیان استمراریة الحزن. كما نری كثرة استخدام الأفعال الماضیة ما یدل علی حتمیة وقوع الأحداث المأساویة علی السیدة الزهراء لنفي الدعاوي المخالفة كما نری كثرة التقدیم لغرض بلاغي من مثل تقدیم الجار والمجرور والتمییز علی متعلقه لغرض تاكید الأسی. وإنّ رسم فداحة مأساتها وسمات الأحداث والمآسی التي تعرضت لها بصورة حسیة ملموسة كان یستثیر النخوة ویهدف إلى التوعیة بما حاق بها ویعبر عن صلتها بأبیها وبعلها علیهما السلام.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة