الملخّص
تهتمّ ما بعد الحداثة بسلطة اللغة كأساسٍ لفهم القيم وصناعتها، وتؤكد أنّ اللغة وكل ما يصدر عنها هي رموز ثقافية خارجة عن نطاق "المطلقية". وهذا الاهتمام أدّي إلي فرض "النسبية" و"الفردية" علي المبادئ الشاملة. وتعتمد هذه الظاهرة علي تحرير الدال من مدلوله أي من تبعيته معنيً محدداً، فأصبحت اللغة مجموعة دوال طليقة وحرة، لا تستقر في ميناء ولا تدور حول محور مركزي. هذا ما تقدمت به ما بعد البنيوية بخطوة أولية وانتهت إليه التفكيكية.
يقوم هذا البحث بدراسة ظاهرة سلطة اللغة وصناعة الحقيقة في مجموعة «تنبأ أيها الأعمي» لأدونيس، علي أساس المنهج الوصفي – التحليلي، بغية إدراك كيف أنّ أدونيس وظف اللغة كي يكشف عن تلك السلطة التي تتميز بها في اختلاق الحقيقة وتغيير الواقع. فأدونيس نادي بسلطة اللغة، دون أن يرتبك، بل أخذت ملامح رفض المركزية المعنائية تبدو واضحة في شعره. فهو أظهر، أنّ اللغة مجموعة علامات لها مدلولات لا نهائية، وأنّ هذه العلامات هي التي تشكلّ الاختلاف الذي نادي به "جاك دريدا"، وهي التي تجعل مصير المعاني مفتوحاً علي ديمومة مستمرة تصل إلي تجربة تعددية المعني. والأهم من ذلك، أنّ هذه الأسس الفكرية الموجودة لدى أدونيس وشعره متأثّرة بأفكار جان جاك دريدا تذهب بالقارئ إلى أن يعتقد أنّ الحقيقة نسبية والمطلق ليس إلا وهماً من صناعة اللغة، وهي الفكرة التي أسفرت عن كثير من التحديات في مواجهتها مع الفكرة الإسلامية ما يؤدّي إلي أزمة كبيرة في قراءة الشعر العربي الحديث وفهمه ويسبب نوعا من الأزمة في النقد الأدبي الحديث.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة