الملخّص
للمكان حضوره المتجذر في أرض القصيدة العربيِّة من العصر الجاهلي حتي يومنا هذا ومكانيِّة النص الشعري المعاصر ليست وسيلة الشاعر للتعبير عن مجتمعه أو تجربته الشعوريِّة المكانيِّة فحسب، بل هي مرتكزها الأساس يجعل بها النص الشعري ذا البنيِّة المكانيِّة يتبلَّج في نفسيِّة القاريء ويعتمد عليها لترسيخ المعاني والدلالات. وشعريِّة المكان تتأتي من حضور المكان الشعري الذي ينطلق عن المخيّلة الشعريِّة أو هو حضور المكان في فضاء شعري يحكمه الخيال. تطمح هذه الدراسة إلي مقاربة الحضور الفني للمكان المغلق والمفتوح في شعر معد الجبوري، وللقبض علي أهدافه المتوخاة تتعكَّز علي المنهج الوصفي- التحليلي وتتفيأ ظلال السيميائيِّة في تحليل نماذج من شعر الجبوري، تتضمّن البنيِّة المكانيِّة التي يحكمها الخيال الشعري الذي ينأي به الشاعر عن دائرة المباشرة والخطابيِّة. وقد أخذ البحث من بين رموز الشاعر رموز البئر، الكهف، المقبرة، البحر، الصحراء من الرموز المكانيِّة المغلقة والمفتوحة وقام بفحصها وتحليلها، وتشير النتائج إلي أنّ الشاعر يوظِّف المكان المغلق للتعبير عن رضوخ الشعوب العربيِّة أمام السلطة الغاشمة أو للدعوة إلي نبذ التصارع ويوظِّف في الكثير من أشعاره المكان المفتوح للتعبير عن فاعليِّة الحياة واستمراريِّتها ويأتي المكان المفتوح لتجسيد حالة الصراع بين الموت والحياة والدعوة إلي الخروج والنهوض مثلما نلحظ في رمز الصحراء، وما يجقِّق شعريِّة المكان في شعر الجبوري هو هيمنة عنصر الخيال علي الفضاء الشعري والتلاعب بلغة الشعر لإثراء التشكيل الشعري جمالياً ودلالياً.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة