الملخّص
إنّ ظاهرة التّأويل عند حازم القرطاجني ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإنتاج المعنى الذي يُعدّ نتيجة طبيعية لعمليّة الإنشاء الأدبي.
فالبلاغة عند حازم هي العلم الكلّي الذي تندرج تحت تفاصيل كلّياته ضروب التّناسب والوضع، ولهذا كانت قراءته في مجملها تمثيلاً لهذا الإطار البلاغي، وهذا ما تبيّن لنا من خلال معالجة حازم لقضيّة الغموض النّاتجة عن المعنى الإشكالي القابل لتأويلات متعددة.
ويأتي الغموض عنده في المنهج الرّابع تحت عنوان (الإبانة) التي تتجلّى في مسألتين مهمّتين هما: صحّة المعاني وكمالها. وهذا ما جعل حازماً يصنّف قول شاعر ما، إذا أراد المدح أو الذم، فهو يعمد إلى الوصف وفق اتّجاهات مختلفة منها: وصف واجب، وهو الذي لا يتمّ الغرض إلاّ به، أو ممكن أو معتاد الوقوع، وكلّما توافّرت دواعي الإمكان فيه كان الوصف أوقع في النّفس ويدخل في حيّز الصحّة، أو ممتنع، وهو الذي يُتصوَّر وإن لم يقع، وهذا غير مُستساغ إلاّ على جهة من المجاز، أو مستحيل، وهو الذي لا يمكن وقوعه ولا تصوّره، وهذا أفحش ما يمكن أن يقع فيه جاهل بصناعة الشّعر.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة