الملخّص
السيميائية الأدبية للشخصية هي إحدى فروع السيميائية اللغوية والتي تمهد الطريق لتسليط الضوء على الشخصية بشكل أكثر عمقاً ودقة لكشف الستار عن الزوايا الكامنة فيها. والقرآن الكريم، كأبرز وأروع النصوص الأدبية، يحمل كمية هائلة من العلامات اللغوية في طياته. كما أنّ الشخصيات الكثيرة التي ذكرها القرآن الكريم مباشرة، تعتبر علامات مهمة من العلامات اللغوية. ومن الجدير بالذكر أن يوسف (ع) من أهم الشخصيات التي وردت في القرآن الكريم، ودراسة هذه الشخصية من منظور سيميائي تؤدّي إلى كشف ما تحمله هذه الشخصية من المعاني والمفاهيم والدلالات الخفية فيها.
لقد قامت هذه المقالة بدراسة شخصية يوسف (ع) من منظور سيميائي على أساس نظرية فيليب هامون، السيميائي الفرنسي، حيث درست شخصية يوسف (ع) من ناحية الدالّ (الاسم، والدور النحوي، والضمائر، والبعد البلاغي)، ومن ناحية المدلول (الصفات، والأقوال، والأفعال). وأثبتت أنه يوجد هناك تناسق وتطابق بين اسم يوسف (ع) والألقاب والأوصاف التي يحملها وبين أدواره في القصة القرآنية، فهو لفظ أعجمي معناه (سيزيد أو يزيد أو زاد وجمع). وكان من أبرز الصفات المذكورة لهذه الشخصية إيمان يوسف (ع) بالله تعالى وإحسانه وتقواه. ويُعتبر هذا هدفاً مهماً من أجل تصحيح الرمزية الموجودة في أذهان الناس حول يوسف (ع). فكأنّ القرآن كان يهدف إلى عرض هذه الشخصية بصفتها أنموذجاً ورمزاً لكيفية الإيمان بالله تعالى في مختلف الظروف. وبذلك يمكن أن يذكّر البعد البلاغي لاسم يوسف (ع) المتلقي بذكر الله تعالى والإيمان به. وقد كان الفعل "قال" ومشتقاته من أكثر الأفعال تكراراً، وهذا يدلّ على أنّ العمل الكلامي ليوسف (ع) هو العنصر الفاعل في القصة، وهو ما يناسب دوره في الدعوة إلى الله باعتباره نبياً.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة