الملخّص
يعدّ كتاب (المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر) من أبرز الكتب النقدية في العصر الأيوبي، ولاسيّما أنّ ضياء الدين ابن الأثير من أشهر الكتّاب والنقاد في ذلك العصر، وقد جمع في هذا الكتاب فنون البلاغة في الأدب. ولاقى هذا الكتاب قبولاً في الوسط النقدي منذ ذلك الحين، لكنّه في الوقت نفسه لاقى هجوماً من أطراف أخرى، وقد كان ذلك ردّ فعلٍ على ابن الأثير الذي حاول أن يكون مبدعاً أكثر منه متّبعاً، لكنّ نشاطه النقدي بقي في دائرة التراث النقدي عموماً، وإنّ سمات التفرد أو تحقيق الإضافة لم تكن إلّا في نطاق الذوق الفردي الذي لا يرقى إلى إنتاج مفهومات نظرية حادثة. ومن ثَمَّ فإنّ جهوده لم تتكشّف عن طابع منهجي منظّم، ومن هنا نجد اختلاط المستويات بين الاتّباع والابتداع، وهذا يترجم عن رؤية نظرية غير متماسكة، تفتقر إلى الاتّساق الداخلي، وتبدو قاصرة عن النهوض ببناء منظور متكامل ورؤية منظمة.
الموضوعات الرئيسة