الملخّص
وثّق أبو حيّان التّوحيديّ الروابط بين ثنائيات تعامل معها الدّرس النقديّ العربيّ القديم بوصفها ثنائيات مُتباعدة الطرفين، كثنائيّة الفكر والحسّ، وثنائية العلم والأدب، وثنائيّة القديم والمُحدث، وثنائيّة الطّبع والصّنعة، التي يتّخذُها هذا البحثُ محوراً لاهتمامه؛ فقد انقسم النّقاد في دراستهم لقضية الطّبع والصّنعة بين قائل بانفصال طرفيها، وآخر قائل باتّحادهما، والتّوحيديّ واحدٌ من أبرز النّقاد القائلين بتلازم طرفي هذه الثنائية، وتفاعلهما، واتّحادهما في الإبداع الأدبيّ؛ إذ تأتي الأفكار والمعاني لابِسة ألفاظها؛ فالإبداع تعبير باللغة ،وتوشية اللغة بالصنعة، والطّبع فِطرة، وفيض إلهيّ للأفكار والمعاني، يُوهب للمبدع، فيخلُف فِطرته الإلهيّة بقُدرة بشريّة على الصّياغة اللّغويّة، وصولاً إلى الصّنعة الفنيّة؛ فالطّبع المُبتكِر هو السَابق والصّنعة المُحترِفة هي التّالية، والصّنعة متمّمة للطّبع، على صعيد الإبداع الأدبيّ، بما تُمارِسه من تدقيق وتأمّل.