الملخّص
عنصر الزمان هو الحجر الأساس في الحياة عامة وفي الحياة الأدبية خاصة ولطالما شغلت هذه القضية أذهان الباحثين. ومن ثمّ فالرواية هي الزاخرة بالأحداث والأفعال وهما عنصران لاينفصلان عن الزمن الروائي. فهنالك نقاشات قامت لتشيد بجانب من جوانب هذا العنصر الحاسم. ومن الذين شمّروا عن سواعدهم لينالوا حظاً في هذا الميدان هو جيرار جينت الذي اقترح نموذجاً لتحليل الزمن الروائي في كتابه «خطاب الحكاية» ومقترحه قام على أكتاف ثلاثة عناصر؛ هي: الترتيب، الاستمرار، والتواتر. تقنية الترتيب تقوم بدراسة الاسترجاعات والاستباقات في النص السردي. والاسترجاعات هي الرجوع إلى الحادث الماضوي وإعادته لأهداف خاصة.
استهدفت المقالة تبيين فاعلية الاسترجاعات ومدى تأثيرها في قصة يوسف النبي(ع) في القرآن الكريم وبعد مقدمة في تبين الترتيب الزمني وأنواع الاسترجاعات درست المقالة توظيف الاسترجاعات في القصة واختارت المنهج الوصفي التحليلي أساساً للدراسة.
وصلت المقالة أخيراً إلى أنّ الاسترجاعات المتواجدة في قصة النبي يوسف(ع) في القرآن الكريم تؤدي إلى انسجام هذه القصة وتواشجها والاسترجاعات الداخلية هي من أكثر أنواع الاسترجاعات تواتراً في قصة يوسف النبي(ع) وهذا الأمر لعب دوراً هاماً في تكوين السرد العنقودي لهذه الحكاية حيث إنّها تتمحور حول بؤرة رئيسة هي رؤيا يوسف(ع) التي تبدأ من عهد الطفولة إلى أن تنتهي القصة بتأويلها في المشهد الأخير. المشهد الرابع هو أكثر المشاهد دينامية وانفعالاً في قصة يوسف النبي(ع) كما أنّه أوسع مجالاً قياساً بالمشاهد الأخرى، والاسترجاعات في هذا المشهد تبرز أشد البروز وتسهم إسهاماً كبيراً في انفكاك العقد النهائية للحكاية، حيث لا يمكن التغاضي عن دورها الجلي.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة