الملخّص
الحنين نزعة وجدانيّة إنسانيّة تشمل العصور والأزمنة كلّها، وتعبير عن رغبة ذاتيّة صادقة في رؤية الوطن الأمّ الّذي نشأ الشّاعر فيه، واضطّرته تقلّبات الحياة للابتعاد عنه.
وقد ارتبطت هذه الحالة في شعر الملوك والقادة في الأندلس بجملة من الظّروف السياسيّة، والذّاتيّة، والاجتماعّية، عمّقت إحساسهم بالأسى والنّدم على فقدانهم العزّ المصحوب بالسّيادة والسّلطة، وفجّرت حنينهم للعودة المرتقبة من جديد، حيث حياة الدّعة، والرّفاهية، والنّعيم.
تتقصّى هذه الدّراسة أشعار الملوك والقادة التي أُنْشِدَت في الحنين، وتدرسها في ضوء الأحوال النّفسيّة، والاجتماعيّة، والّذاتيّة الّتي أثارت هذه الخلجات الوجدانيّة، والأحاسيس المرهفة لدى فئة من هؤلاء الشّعراء اّلذين عبّروا من خلال الحنين عن بعدين متناقضين، الماضي المشرق الجميل، والحاضر المؤلم الحزين.
فهم في ظلّ بعض الظّروف القاسية الّتي طرأت على حياتهم، افتقدوا نعيم التّواصل مع أهلهم وذويهم وأماكنهم، وراحت عواطفهم تتدفّق صادقة نابعة من أعماق ذواتهم، فينفثونها زفرات حرّى تحت وطأة الظّروف الصّعبة الّتي يعيشونها.
ارتبطت قصيدة الحنين عند الشّعراء الملوك والقادة بالزّمن الماضي المهيمن على قصائد الحنين الإنسانيّ، بخلاف قصائد الحنين الدينيّ عند الشّاعر الوزير لسان الدّين بن الخطيب، حيث يتمّ الدّمج بين الزّمنين الماضي والمستقبل.
الموضوعات الرئيسة