الملخّص
الإغراب قديمٌ قِدَمَ الإبداع؛ مستمرٌّ استمرارَه، ظلَّ حاضراً في جهود النقّاد من عصر أرسطو حتّى اليوم على اختلاف بينهم في درجاتِ الاهتمام به، وفي تجلّياته التي اجتذبتهم إلى حلباتها؛ فجاءت جهودهم آراء مبثوثةً في تضاعيف مؤلّفاتهم، أو مجموعةً في فصلٍ، أو بابٍ من كتابٍ، أو آراء مشفوعةً بالاختيارات، أو اختياراتٍ عنوانُها الإغرابُ. وهكذا انتظمَ جهودَهم حبُّ الإغرابِ عند كلٍّ من المبدع والمتلقّي، واللفظُ الغريبُ، وغرائبُ الأبياتِ، وغرائبُ المباني والمعاني، وغرائبُ الصور.
بيد أنّنا نصرفُ النظرَ في بحثنا هذا عن المستوى العموديّ؛ ممثَّلاً باللفظِ الغريبِ الذي شُغِفَ به اللغويُّونَ والرواةُ، ونجعل وكْدنا الإغراب على المستوى الأفقيِّ ممثَّلاً بالتأليف، والتخييل، زاعمينَ أنَّه المحورُ الخفيُّ أوالصريحُ الذي انتظمَ الدرسَ النقديَّ عند العرب؛ فاستغرق حفريّاتهم على عروق الذهب في صنعة الشعر، وجهودَهم للقبض على أسرارِ ارتقاءِ المنظومِ إلى مراتبِ الشعريِّ التي عبَّروا عنها بالبيان والفصاحة والبلاغة.
الموضوعات الرئيسة