الملخّص
إعجاز القرآن واحتواؤه علي كل شاردة وواردة كان موضوعا طالما اشتغل به الباحثون وراح يتدبر فيه الحازمون لكي ينفضوا غبار الشكوك الذي غطي وجه الحقيقة. فالدراسات التّي قام بها الباحثون غالبا ما تكون في إطار البلاغة أوالمباحث التفسيرية ولم تكن ترنو إلي ترسيخ إعجاز القرآن الكريم في القلوب علي حد ذاتها بل هي في سيرها النقدي التحليلي أكدت علي إعجازه بشكل غير مباشر.
فهنالك مدارس نقدية حديثة من السريالية والشكلانية الروسية ومدرسة البراغ وغيرها من المدارس التي أسهمت إسهاما كبيرا في ظهور البلاغة الحديثة أي الأسلوبية. ومن أبرز الأسلوبيات التي ظهرت، أسلوبية الانزياح الذي اتكأ علي عنصر المفاجاة وخرق درجة الصفر المعيارية.
هذا الازدهار في المدارس النقدية الحديثة جعل البعض يحسب علي زعمه بأن العرب قد تخلفوا وابتعدوا عن مجاراة العلوم الحديثة وجعله يظن بأن ما ورد من الآثار الأدبية في اللغة العربية اندثر تحت قوقعة التحجر.
استهدفت هذه المقالة بدراستها الموجزة بوضع أصبعها علي إعجاز القرآن معالجة مدي استيعابيته من خلال دراسة نماذج من النص الشريف دراسة وصفية - تطبيقية علي أسلوبية الانزياح بأنواعه الثلاثة: الاستبدالية والتركيبية والصوتية. فأهمية هذه الدراسة تظهر حينما يتبين الفاصل الزمكاني الشاسع بين نزول القرآن وظهور الدراسات اللسانية الغربية.
واستنتجت أخيرا بأن كلام الله المجيد يستوعب كل الجماليات الانزياحية، وأسلوبية الانزياح تتماثل بشكل ناضج فيه.
هذه خطوة صغيرة في سبيل ترقية الأفكار وكسر قوقعة التحجر الذي ارتمي به العرب في أنحاء العالم واستخراج كنوز اللغة العربية التي اختفت في مناجم الجهالة والتغريب.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة