الملخّص
عرف المنهج السيميائي في العقود الأخيرة من القرن العشرين تحولات عدة في التعاطي مع الخطاب الشعري الحديث على وجه الخصوص، هذا ما أثار العديد من الإشكالات في كيفية مقاربة النص الأدبي مقاربة واعية على مستوى الأدوات الإجرائية، أوعلى مستوى التأويل واستنطاق النص بشكل لا يفسد دلالة المعاني الحقيقية للبنى العميقة، ومن هنا يعدّ نقد "الخطاب الشعري الحديث والمعاصر" من القضايا النقدية المهمّة التي تناولها نقادنا المحدثون، في ظل المنهج السيميائي الممارس في تحليل علامات هذه النصوص دون المساس بهويتها العربية بلا إفراط أو تفريط. والتحليل المقترح، لا يتوقف عند الإحالات إلى المعارف والعلوم المختلفة، وكذا لا ينتهي عند دلالة معينة، بل يفتح النص على سيل من المعارف المتنوّعة، لأنه بالغ التنوّع والتعدد، ويحيل إلى معارف وإيديولوجيات مختلفة، ولهذا فإن التحليل السيميائي يستوعب كل هذا ويضعه ضمن استراتيجياته. لقد أصبحت المقاربات النصّانية منهج بحث نقدي، ونظرية علمية تطرح العديد من التصورات والرؤى المنهجية والإجرائية في تناول النص العربي الحديث على مستوى التنظير أو الممارسة التطبيقية، والتي لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة أثناء التحليل. وعليه تكشف هذه المداخلة عن أهمية المنهج "السيميائي" في مقاربة النص العربي الحديث، وأهم المشاكل التي يشكو منها الخطاب الشعري الحديث خاصة من خلط بين النقاد في تناول الظاهرة الأدبية، وطرق وأساليب التحليل التي تبقى محتشمة على مستوى الأدوات الإجرائية، أو على مستوى التأويل الصحيح في استنطاق النص.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة