الملخّص
إنَّ لقياس الشبه تعريفاً بسيطاً هو: أنه حمل شئ علي شئ بوجه شبهي معتبر لدي علماء النحو، فينتقل الحكم من المحمول عليه إلي المحمول. وقد بسط هذا القياس نفوذه علي جميع المواضيع النحوية والصرفية، وكان له دور وظيفي مهم في تعليل الظواهر اللغوية، وفي كونه دليلاً يستدل بـه العلماء لدعـم آرائهـم، وغير ذلك مما ستراه في هذه المقالة مشروحاً، ولعل أهم سبب جعله يتمتع بهذا الدور الوظيفي الخطير هو ما اتصف به من مزايا جعلته يحتل هذه المنزلة بحيث لا يستطيع المتبحر في علم أصول النحو أن يستغني عنه. بل لابد له من تحصيله، وبذلك تتضح صعوبة مأخذه فضلاً عن الإحاطة به، وبأنواعه المتباينة، والتأليف فيها. والله ـ تعالي ـ أشكر علي أنْ مَنَّ عليَّ، بعد سنين طويلة من المطالعة والتحقيق في علم أصول النحو، بالاحاطة بجميع أنواع القياس، و أنْ خصصت القياس بكتاب سيأخذ طريقه إلي الطبع قريباً ـ إنْ شاء الله تعالي ـ . والمهم أنَّ الدراسات النحوية الحديثة مفتقرة إلي دراسات قياسية عميقة تعكس أهمية علم أصول النحو، وترتفع بالدراسات النحوية إلي مستوي أعلي ومنزلة علمية أسمي. لذلك رأيت أنْ أخصص هذه المقالة لدراسة مجالات الدور الوظيفي التي لعبها قياس الشبه، والاطلاع عن كثب علي أهميتها. لذلك لا نتحدث هنا عن أركان قياس الشبه وأنواعه ومايشترط في كل ذلك، وعليه فمخاطبنـا بهـذه المقالـة أولئـك الذيـن انتهـوا مـن دراسـة قيـاس الشبـه بأركانـه وأنـواعـه وشروطه ومزاياه.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة