الملخّص
عبد الوهاب البياتي شاعر الوطن والمنفى، وشاعر الحب والسياسة، وشاعر الحريّة والالتزام، له عوالم واسعة ومثمرة ناتجة عن معاناة طويلة في الوطن والمنافي والتي تعرف فيها على كبار الشعراء من مختلف أنحاء العالم، هاجر وتنقل إلى بلدان كثيرة وكانت المنتديات الثقافيّة والأدبيّة تحاوره وتحتفي به أينما حلّ، كان شاعراً حقيقيّاً يجسّد الواقع ويرفض الاحتواء ويعتبره خطراً ولا يحصر نفسه في مكانٍ أو زمانٍ معين، ولا يضع لنفسه سلاسل ولا قيود تعيق كتابته، ولا يرى شيئاً غير ممكن أو مستحيلاً، ولا ينتمي لمدرسة شعريّة أو اتجاه أدبيّ معيّن، فهو لا ينشد الشعر فحسب وإنما يبحث في شعره عن وسائل الخلاص للإنسان، فهو شاعر المنافي والفقراء والبحث عن البقاء. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على الجانب العاطفيّ للبياتي والذي فيه نوع من الغموض، وذلك بالاعتماد على كتاباته وشعره وبعض الدراسات والبحوث الرصينة التي أقيمت حوله باستخدام الأسلوب التحليليّ والوصفيّ. وقد توصّلنا إلى أن حب البياتي للوطن امتزج مع حبه للحبيب وكان بالنسبة له أي فصل بينهما يعد بمثابة جريمة قتل للآخر، وغياب الحبيبة جعله يجود العالم بحثاً عنها وأيّ مكان يجدها فيه فهو وطن له، فكان له حبّ أزلي والذي كان في وطنه الأول، لكن صوره تعدّدت بعدها؛ لأن الحب عنده هو جوهر الوجود فالفاعل يبقى هو هو أما الصور فتتغير، وهذا ما جعله يطوف على أبواب مدينته وأبواب مدن العالم بحثاً عمن يحب.
الموضوعات الرئيسة