نوع المقالة : مقالة بحثيّة (علميّة محكّمة)
الملخّص
إنّ التكيّف الاجتماعيّ هو عملية تنبثق من خلال شبكة الأدوار الاجتماعيّة وعلاقاتها داخل المنظومة المجتمعيّة بما يحقق التوازن مع البيئة المحيطة؛ وهذا التوازن ينطوي على قبول الضوابط الاجتماعيّة عبر آليات القبول الطوعيّ أو القسريّ بما يضمن استمرارية البنية الاجتماعيّة. نظراً لأهمية هذه الظاهرة في معرفة الأدوار الاجتماعيّة في المجتمع الذي عاش فيه خليل مطران والذي يحول دون التغيير الإيجابي في البناء الاجتماعيّ آنذاك، وبما أنّ أدوار الشّعب الوظيفية أصبحت متمثلة في نمط من الانقياد والخضوع؛ فإنّ هذا البحث عالج أسباب التكيّف الاجتماعيّ لدى الشعب من خلال شعر مطران، اعتماداً على منهج تحليل المحتوى النوعي.
وقد توصّل البحث إلى أنّ أهمّ أسباب التکیف الاجتماعی السلبي يعود بعضها إلى الفقر الثّقافي عند الشّعب بسبب سياسات الحاكم لإقصاء خطاب الشعب النقدي وتشويه الوعي الجمعي من خلال نشر ثقافة الخوف والاستسلام. ويخلص بعضها الآخر للتنشئة الاجتماعيّة- السياسية ودور مؤسساتها، وكذلك أساليبها السائدة على ذاك المجتمع. ومن أهم أسبابها تزييف الوعي الاجتماعيّ التاريخي للشعب في تلك الفترة عبر نظام الأسرة أو المؤسسات التعليمية وتكريس ثقافة الخنوع من خلال خطاب سياسي قمعي. الأمر الذي أدى إلى عدم تمكن الشعب التفاعل الإيجابي ضمن البناء السياسي والقيام بأدوارهم الوظيفية الحقيقية ومن ثمّ الحيلولة دون تصدّى الشعب لروح الخنوع والانقياد أمام الحاكم في المجتمع الذي قضى فيه مطران أيامه. ومن أهم الحلول التي يتضح من خلال تحليل شعر مطران الاجتماعيّ هي الدعوة إلى تبني التعليم وتفعيل دور الشعب المثقف في مواجهة الخطاب المهيمن وتعزيز القراءة النقدية للتراث والواقع؛ هذا وبالإضافة إلى تمكين المرأة في المجتمع الذي عاش فيه مطران ككائن أساسي في عملية التغيير الاجتماعيّ وإعادة هيكلة نظام الأسرة وكذلك النظام السياسي على أسس المشاركة والعدالة.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة