مجيد محمدي بايزيدي؛ عيسي متقي زاده؛ علي رضا محمدرضايي
الملخّص
نتيجةً لتطوّر العلوم في جميع المجالات وبخاصة الأدب ظهرت نظريات جديدة تحاول تحليل النصوص وتفسيرها من منظار يختلف عمّا تعوّدنا عليه في القديم. فتغيّرت أغراض أدوات البيان ووسائله عمّا كان في العلوم القديمة ...
أكثر
نتيجةً لتطوّر العلوم في جميع المجالات وبخاصة الأدب ظهرت نظريات جديدة تحاول تحليل النصوص وتفسيرها من منظار يختلف عمّا تعوّدنا عليه في القديم. فتغيّرت أغراض أدوات البيان ووسائله عمّا كان في العلوم القديمة في ضوء هذه النظريات. ومن أكثر هذه النظريات انتشاراً وشيوعاً هي ما يتّصل بلسانيّات النص التي تعتبر النص كلاماً متّصلاً ذا وحدة جليّة تنطوي علي بداية ونهاية ويتّسم بالانسجام والتماسك.
يعدّ الانسجامُ من أبرز خصائص النصّ الذي تحدّث عنه اللغويون، ومنهم: هاليداي ورقية حسن اللذين ألفّا كتاباً يحمل نفس العنوان وذكرا عوامل مختلفة تربط بين أجزاء النص، منها التقابل الذي هو نوع من التضام الذي يندرج في المصاحبة اللغوية التي تلعب دوراً بارزاً بأنواعها المختلفة في انسجام النص واستمراريته. إنّ هذا التقابل يُعدّ من أكثر علاقات المعني شيوعاً وانتشاراً في الصحيفة السجادية، ويشكّل ظاهرة لغوية أسلوبية مميزة فيها.
يهدف هذا البحث إلي دراسة دور هذا العنصر البديعي كعاملٍ من عوامل الانسجام في الصحيفة السجادية متّبعاً فيه الأسلوب الوصفي - التحليلي. وتدلّ النتائج علي أنّ أسلوب التقابل في الصحيفة يؤدّي إلى تحسين النص كمحسّنٍ بديعيٍ معنويٍ في ضوء البلاغة القديمة ويعدّ وسيلة من أبرز وسائل الانسجام بين الجمل في ضوء اللسانيات الحديثة، بحيث يتجاوز هذا الانسجام دائرة جملة واحدة أو عدّة جمل ويربط كلّ الأدعية كنصّ واحد يتمحور حول محور التقابل بين موقفَي الحق والباطل اللذين يتمثّلان في الكلمات البيضاء والسوداء.