علي أصغر قهرماني مقبل
الملخّص
المُلمَّع لغةً يعني شيئاً أو أمراً يجمع لونين مختلفين أو صفتين مختلفتين، والشعر الملمَّع في الأدب العربي القديم شعر يجمع الشطور أو الأبيات المُعْجَمة والمُهْملة، وهو في العصر الحديث شعر منظوم بالعربيّة ...
أكثر
المُلمَّع لغةً يعني شيئاً أو أمراً يجمع لونين مختلفين أو صفتين مختلفتين، والشعر الملمَّع في الأدب العربي القديم شعر يجمع الشطور أو الأبيات المُعْجَمة والمُهْملة، وهو في العصر الحديث شعر منظوم بالعربيّة الفصحى والعامّيّة. ولكن ما يهمّنا في هذا البحث هوالملمَّع عند الفرس الّذي يتكوّن من شطور (أو أبيات) بالعربيّة إلى جانب شطور (أو أبيات) بالفارسيّة. وبما أنّ الملمَّع بالمعنى الأخير يشمل شعراً منظوماً باللغتين العربيّة والفارسيّة، فإنّ دراسته تندرج في مجال الدراسات الأدبيّة المقارنة، وبناءً على ذلك فعلينا أن نتّبع المنهج المقارَن في هذا البحث.
إنّ السؤال الأساس المطروح في هذا النوع من الشعر هو أنّه كيف استطاع الشاعر جمع الأبيات العربيّة إلى جانب الأبيات الفارسيّة، مع أنّ لكلّ واحد من النظامين الشعريّين خصائص وزنيّة و قافويّة خاصّة به. لقد تبيّن لنا، من خلال دراسة الملمَّعات إلى جانب اطّلاعنا على علم العروض في الأدبين، أنّ هنالك ميزة مشتركة بين النظامين الوزنيّين ساعدت الشعراء الفرس على نظم الملمَّعات وهي الأساس الوزني المشترك في النظامين، أي يعتمد كلاهما على الكميّة في المقاطع مع الاعتراف بوجود اختلافات جزئيّة بينهما أهمّها الاختلاف في طول المصراع، والجوازات الوزنيّة. كما تبيّن لنا أنّ الملمَّعات تتّبع القواعد الوزنيّة الفارسيّة عادةً في الخصائص الجزئيّة المذكورة. إذن يمكننا القول إنّ الملمّعات ذات صبغة فارسيّة بسبب اتّباعها هذه الخصائص الجزئيّة في الوزن والقافية، فضلاً عن الذوق الفارسي الّذي يسود الملمَّعاتِ في كثير من الأحيان.