رسول بلاوي؛ علي خضري؛ آمنة آبگون
الملخّص
الشاعر لا يأتي في نصه باللغة الدالة القريبة الحاضرة في ذهنه، بل يتوقّف طويلاً عند الألفاظ، يتأمّلها وينتقيها، ثم يعيد تشكيلها بما يناسب الدلالة الوجدانية، وقد يتوقّف عندها ليخلق عبرها لنفسه نمطاً جديداً ...
أكثر
الشاعر لا يأتي في نصه باللغة الدالة القريبة الحاضرة في ذهنه، بل يتوقّف طويلاً عند الألفاظ، يتأمّلها وينتقيها، ثم يعيد تشكيلها بما يناسب الدلالة الوجدانية، وقد يتوقّف عندها ليخلق عبرها لنفسه نمطاً جديداً تحّقق رغبته ورغبة القارئ في المتعة الفنية المتوقعة من إبداعه؛ والتعبير بالصورة يُعتبَر من أهم خصائص التعبير الشعري حيث يتميّز بدقّة تحديده للتجارب ومفرداتها, .تعدّ الأساليب البصريّة-وهي الأساليب التي يوظّفها الشاعر لبيان ما لا يستطيع التفوّه به- إحدى طرق التعبير في الشعر العربي والخدمة التي تؤديها تلك الأساليب، فهي غالبا المساعدة في بناء المزاج الانفعالي وتغيراته. أحد هؤلاء الشعراء الذين اتّجهوا إلى التعبير بالأساليب البصريّة هو الشاعر العراقي المعاصر عدنان الصائغ. فقد تناول هذا النوع من التعبير في تجربته الشعرية لرفد نصوصه بشحنات دلالية وفقا للرؤي والأفكار التي يريد التعبير عنها. في هذا البحث نحاول الولوج إلى ظاهرة حداثوية أتت بها ثورة التجديد الشعرية وهي ظاهرة التشكيل البَصَرَي في القصيدة الحديثة، ومن ثم تطبيق ظواهر التشكيل البصري في قصائد الشاعر العراقي المعاصر "عدنان الصائغ" والتركيز على المظاهر البَصَرَية البارزة في شعره المنشور في مجموعة أشعاره مستخدمين المنهج الوصفي-التحليلي. ومن المظاهر البصرية المستخدمة هي العلامات الترقيميّة، التنقيط والصمت، والسواد والبياض والشكل المتموّج، وتفتيت الكلمات، والأشكال الهندسيّة، والظلّ. وكلّها تعبّر عن اضطراب الشاعر وتوتّره واغترابه عن الوطن ووحشته. وكل هذا أدّى إلى تجسيم آلام الشاعر وحنينه إلي وطنه النائي البعيد عنه.