نجات عباسي؛ علیرضا باقر؛ سيد بابك فرزانه
الملخّص
الإیقاع هو جرس الألفاظ، وموسیقی الجمل والكلمات، وتناغم العبارات. وله أهميّة بارزة في خلق الأجواء العامة للآيات وتماسك بنیتها؛ حیث التناسق بين جوّ الآيات، وإيقاع الكلمات ومعانیها یعدّ من أهم الوجوه ...
أكثر
الإیقاع هو جرس الألفاظ، وموسیقی الجمل والكلمات، وتناغم العبارات. وله أهميّة بارزة في خلق الأجواء العامة للآيات وتماسك بنیتها؛ حیث التناسق بين جوّ الآيات، وإيقاع الكلمات ومعانیها یعدّ من أهم الوجوه الإعجازيّة التي تزید الآيات القرآنیّة قیمةً جمالیةً. ومن هذا المنطلق، فإنّ للعنصر الإيقاعي بكافة أشكاله دور واضح في إثراء البنية الإيقاعيّة والبنية الدلاليّة للآيات؛ ولاسیّما في رسم الأجواء السائدة علی النص من الناحیة العاطفیة والروحیة، فیرسم لطافة الجوّ ورهافته، حسب سیاق النص العام حيناً، ویجسّد خشونة الجوّ وصعوبته حيناً آخر. وتعتبر قصّة موسی (ع) أطول القصص القرآنية وأكثرها تكراراً، وفيها مشاهد متعددة من حياته (ع)؛ ومنها قصّة بعثته في الوادي المقدّس طوی التي تمّ ذكرها في سورة طه بالتفصیل. یتناول هذا المقال من خلال المنهج الوصفي- التحليلي، دراسة العنصر الإيقاعي وتوظیف دلالته في قصّة بعثة موسی (ع) القرآنيّة، ليسلّط الضوء علی أنواع الإيقاع وتوظيفه الدلالي الموافق لأجواء النزول. وانتهی بنا البحث إلی أن الإیقاع القرآني في هذه السورة إيقاع مرن يتغير بتغییر الظروف، فیشتد وفق ما یتطلبه المعنی حیناً ویتسارع حیناً آخر، ویتبطأ أحیاناً ویهدأ حیناً آخر، کلّ ذلك لخلق جوّ موافق للآیات، إلا أنّ ما یغلب علی هذه السورة من الإیقاع هو الإیقاع الهادئ، نظراً لکون ما حدث في الوادي المقدّس طوی مخيفاً؛ لیس في طور قبول البعثة فحسب، بل في طور إبلاغ الدعوة أیضاً. وقد خلق ترتيب الحروف والحركات والفواصل والألفاظ في هذه الآيات أجواءا ًهادئة لطيفة للنبيّ موسی(ع)، لیلطف بعض صعوبة الموقف في مشهدي قبول الرسالة وإبلاغ الدعوة.