الملخّص
يُعدُّ الحجاج شبه المنطقيّ أحد أبرز الأساليب التي يعتمدها الخطاب الأدبيّ لإقناع المتلقّي؛ إذ يقوم على تقنيات لغويّة واستدلاليّة تُعزِّز من قوة الحجة دون أن تقتصر على المنطق الصوريّ وحده. ويعتمد هذا النوع من الحجاج على أدوات مثل الروابط الحجاجيّة والتدرج في بناء الحجة، مما يجعله وسيلة فعالة في الخطاب الشعريّ، حيث يمتزج الإقناع بالعاطفة والجماليات البلاغيّة. اعتمد هذا البحث المنهج الوصفيّ – التحليليّ في دراسة التقنيات الحجاجيّة شبه المنطقيّة في ديوان صلاة النار للشاعرة نبيلة الخطيب، بالاستناد إلى آراء ديكرو في الحجاج، والتي ترى أن الحجاج لا يُبنى فقط على قواعد المنطق، بل يعتمد على تنظيم الخطاب بطريقة تؤثر في مواقف المتلقي ومواقعه التداولية. يهدف هذا البحث إلى تحليل التقنيات شبه المنطقيّة في دیوان الشاعرة، من خلال دراسة الروابط الحجاجيّة (مثل "إذا" و"حيث") ودورها في بناء الخطاب الشعريّ وتوجيه الدلالات، والكشف عن آليات السُّلَّم الحجاجيّ (النفي، القلب، الخفض) وكيفية توظيفه في تقديم الحجج وتشكيل الرؤية الشعريّة، مما يسهم في فهم أعمق لأساليب الإقناع غير المباشر والبناء الفني للقصيدة المعاصرة. وقد توصلت الدراسة إلى أن الشاعرة استخدمت هذه التقنيات ببراعة لبناء خطاب شعري متماسك وإقناعيّ، حيث عملت الروابط الحجاجيّة على خلق علاقات شرطية ودلالية بين أجزاء النص، بينما أسهم السُّلَّم الحجاجيّ في تقديم الأفكار بشكل متدرج ومنطقيّ. كما كشفت النتائج عن فعالية نظرية ديكرو في تفسير آليات الإقناع غير المباشر في الخطاب الشعريّ، حيث برزت قدرة الشاعرة على توظيف هذه التقنيات لتوجيه تأويل المتلقي وبناء رؤية شعرية عميقة تجمع بين البعد العاطفي والفكري، مما يؤكد تميز تجربتها الشعريّة وقدرتها على توظيف الأدوات الحجاجيّة في التعبير عن رؤاها الوجودية.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة