الملخّص
إن الدراسات والأبحاث الكثيرة التي تناولت علاقة الموشحات بالشعر العربي تراوحت بين موقفين متباينين: أولهما دراسات لم تجد في الموشحات الأندلسية خروجاً على نظام الشعر العربي، وثانيهما دراسات وجدت في الموشحات خروجاً وانزياحاً على عمود الشعر الخليلي في الوزن والقافية واللغة، ولكن الموشحات من وجهة نظر أخرى سواء أكانت على أوزان الخليل أم على إيقاعات الخرجة العاميّة، فقد جمعت بين علاقتين: علاقة بلغة الشعر وأوزانه، وهي عربية صحيحة لا خلاف عليها وعلاقة مغايرة لها تماماً، وهي تعبّر من خلال لغتها وأوزانها عن ثقافة العامة وأغانيها الشعبية ذات العلاقة ببيئة الموشح الذي خرج ، من قريب أو بعيد، على إيقاعات عمود الشعر الخليلي. غير أن هذا الخروج لا يمثّل انقطاعاً تاماً عن الشعر، ولا يكرّس الشذوذ فيه، ولا يشكل قاعدة مستقلة لها لغتها وأوزانها الخاصة بها، بل هي تجربة متولدة من صلب الشعر، جاءت لتُغني مسيرة تطوره بالعدول والخروج على العرف وعلى أسلوب الإيقاع، فكانت تجربة نقد ومخالفة ، وليس تجربة ناسفة، حيث قامت على منطق التطور والتكميل لا منطق التبديل. ومن هنا انصب اهتمام البحث على الإيقاع والتلحين، وذلك من خلال العلاقة القائمة بين التلحين الموسيقي والموشح، وما يترتب على ذلك من تأثير الخرجة العاميّة والخرجة الرومنثية اللتين بُني الموشح على إيقاعهما الموسيقي الذي لا يخضع لأوزان الشعر الخليلي ، وهذا أمر يرجّح فرضية أن الموشح نُظم ليُغنّى لا ليُقرأ كما يُقرأ الشعر.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة