الملخّص
اهتم النقّاد بدراسة الظواهر اللغوية، من خلال الأنماط، ويمتد بحثهم إلي تنويعات في التراكيب تعتمد مؤثرات يمكن أن تكون لها صلة بالمبدع، وهي مؤثرات قد تنحرف عن مجراها لتكون في النهاية أسلوباً متفرداً. هذا التوجه من الدراسة في أساليب الأدباء نسميه بالأسلوبية، بما يتوسع فيها من رؤية ألسنية، فيتفرع منها منهج إحصائي تهمّه دراسة الظواهر اللغوية في الأعمال الأدبية في إطار المعطيات الكمية. وهناك توجهات أخري في الأسلوبية كالتوجه النفسي، والوظيفي، وغيرها.
استقرّ عبر التقصّي، الحاصل من بيانات الجداول- مع استخدم المنهج الإحصائي اليدوي وليس الآلي - أنّ تامر ذو منهج ثابت في تعاطي الظواهر الرتيبة. في مجموعته «النمور في اليوم العاشر» عبر دراسة للرتابة التعبيرية، فلاحظنا أنّه لجأ إلي النمط الرتيب في اجتماع (الفعل الماضي+ الباء الجارة +المجرور +النعت مع التناوب في النوع والعدد) في التراكيب الحصرية. وحدث أن ينحرف الكاتب عن النمط إلي التنويع، في إعادته للظواهر اللغوية، وذلك ما يستدعيه أسلوبه القصصي. والحوارية أساساً هي مبدأ رتابة النمط في التعاطي الألفاظ، خاصةً في التكرار الفاشي في مفردات القول والسؤال والصوت واللهجة وغيرها. وهذا يبدو للقارئ إذا ما أكثر من قراءته للكاتب، ويظهر أنّ الفوضي نجمت عن فقر في الثروة اللفظية أو عن لاوعي لزكريا تامر، لأنّه لو انتبه للرتابة لاجتنب عن التورط في الفوضي اللفظية.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة