الملخّص
لعلّ المكان من المكوّنات الهامّة في النص الشعري في الأدب العربي المعاصر، خاصّة في القصائد الفلسطينية، ذلك أنّ المكان الفلسطيني لدى الشعراء الفلسطينيين يساوي حياتهم وهويتهم واحتلال وطنهم يعني اللاهوية.
ولا نقصد من المكان، مجرد المكان الجغرافي، بل يتحول المكان إلى عبء ٍ يتحمل دلالات نفسية واجتماعية وتاريخية، فالأمر لا يتعلق بوصف المكان وصفاً خارجياً، بل يقدّم فضاءً للاحتمالات والدلالات والتخيلات.
ومن الشعراء المهتمين بالمكان، محمود درويش الذي قد دخل في عالم القصيدة في بداية الستينيات، إذ انعكس المكان في تجربته الشعرية وصار المكان في معظم قصائده مؤشراً تدور فيه أحداث النص.
وقد اهتم درويش بالمكان اهتماماً بالغاً، حيث احتل (المكان ) - بأقسامه المختلفة – حيّزاً كبيراً في نصوص درويش الشعرية الجديدة. ويمكن أن نعالجه في إطار ثنائية الوطن / المنفى، الـ (هنا) / الـ (هناك)، الانقطاع/ الاتصال، ثنائية العربي / الغربي؛ وفي هذه النصوص يعالج الأماكن أحيانا معالجة واقعية وأحيانا رمزية.
يهدف هذا البحث إلي إلقاء إطلالة عامة علي صورة المكان عند درويش وبيان دلالته ضمن مفهوم التقاطب علي أساس أعماله الشعرية الحديثة ومنها: (سرير الغريبة ( 1999م )،جدارية (1999م)، حالة حصار(2002م)،لاتعتذر عما فعلت (2004) وكزهر اللوز أو أبعد (2005م))، حيث إنّ الباحث لم يجد أيّ دراسة في موضوع المكان في آثار درويش الحديثة، خاصّة أنّه قد أنشد هذه القصائد في سنواته الأخيرة من عمره.
وقد تجلّت ذات الشاعر وخياله ضمن معالجة هذه الأماكن لكون المكان عنصراً أساسياً متجذّراً في شعره منذ البداية وحتي اللحظات الأخيرة من حياته ومن أهم مكونات شعريته ففيه يتمثل رؤيته وتفسيره للحياة.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة