الملخّص
يفترض هذا البحث أن الحزن العميق الذي يعبر عنه متمِّم بن نويرة في رثائه لأخيه مالك، لم يكن ناتجاً من وطأة مصيبة الفقد، بقدر ما كان نابعاً من وطأة إحساس بقهر ولّده ونمّاة موقف السلطة المتحيّز –من وجهة نظر الشاعر- للقاتل. وهو موقف يؤسس لفقد الثقة بجدوى الانتماء للدولة، فيعمّق الإحساس بالغربة ويضرم الحنين إلى النظام القبلي بما يمثّله من منظومة قيم ضامنة لحقوق أبناء القبيلة. وهذا ما يفسّر-كما يرى الباحث- تمسك متمّم بالقيم الجاهليّة في رثائه، وعزوفه عن القيم الإسلامية، وعن المعاني الدينية التي كان ينبغي- من الناحية النظرية، على الأقل- أن يستمدّ منها، وأن يتكئ عليها.
ومقتل مالك حادثة أحاطت بها ملابسات كثُر الحديث عنها فزادها غموضاً، فكان لا بد من التوقف عندها بصفتها الفعل المحرّك لإبداع الشاعر الراثي. فهي لا تعنينا- في هذا المقام- إلا بالقدر الذي يمكن أن تسهم فيه في قراءة النصوص الرثائية. ولكن قبل الحديث عن مقتل مالك، رأى الباحث أن التعريف بالشاعر أمر منهجي ينبغي التزامه.
الموضوعات الرئيسة