الملخّص
فهذا بحث في "منهج القاضي الجرجاني في الدفاع عن المتنبي" في كتابه الموسوم بـ: "الوساطة بين المتنبي وخصومه". وحاولت أن أقف على أهم المعالم المنهجية التي دافع بها هذا الناقد عن المتنبي، وهل كان دفاعه على أسس فنّية ورصينة؟ أم كان مدفوعا بالتعصّب والهوى؟ أم أنه اعتمد ميزانا عقليا لافنيا ولاعصبيا؟فهذ الكتاب يُعدّ من أهم الكتب التي وضعت المتنبي في الميزان ودافعت عنه، ولذلك كان لابدّ لنا أن نسير معه فصلا فصلا وأن نتبيّن كيف استطاع مؤلفه أن يقنع المتلقي بأن المتنبي مظلوم في الهجوم عليه وأن كثيرا ممّن هاجموه كانوا مدفوعين بالهوى والحسد. وأنه لايقلّ مكانة عن كبار الشعراء الذين سبقوه كأبي تمام والبحتري.ويبدو أن هذا الشعور كان الدافع من وراء تأليفه لهذا الكتاب، ولذلك فقد بناه بما يتوافق مع الهدف الدفاعي، فنجد في كتابه ثلاثة أجزاء رئيسية:1- المقدمة وفيها يقرر القاضي الجرجاني موقفه من الأدب ونقده. وفي هذا الجزء جلّ النظريات النقدية التي جاء بها واعتمد عليها.2- دفاعه عن المتنبي.3- نقد تطبيقي و يتناول فيه مآخذ الخصوم على المتنبي.فمن خلال هذا التقسيم، نجد أن الرجل جلّ همّه أن يخرج من هذه "الوساطة بين المتنبي وخصومه" منتصرا له ومدافعا عنه ورادّاً للتهم التي أُلصقت به وواضعا له المنزلة الأدبية التي يستحقها.وقد حاولت أن أعرض في هذا البحث القصير "منهجه في الدفاع عن المتنبي" لأقف على ملامحه العامّة، فإن أحسنت فمن الله، وإن قصّرت فأرجو أن يكون هذا البحث دافعا لي لبحث القضية بشكل تفصيلي في المستقبل.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة