الملخّص
يُعرِّف رومان جاكبسون التواصل اللغوي كعملية تفاعلية بين مرسل ومستقبل ضمن سياق محدد، مع التركيز على الوظائف التواصلية للغة وأثرها في التعليم. مما يکشف دور السياق والوظائف اللغوية في تفسير المعاني وتحقيق التواصل الفعّال. تتمثل أهمية مراجعة الكتب الدراسية العربية في إيران بالمرحلة الثانوية في ضرورة تطوير المناهج التعليمية للغة العربية بما يواكب متطلبات المنهج التواصلي الحديث، حيث يُعَدّ تقييم الكتب الدراسية الحالية خطوة حاسمة لتعزيز المهارات التواصلية العملية للطلاب وترسيخ الهوية الثقافية والدينية، مما يحقق أهداف التعليم اللغوي المعاصر. من هنا تسعی هذه الدراسة باستخدام منهج تحلیل المحتوی والإحصاء والوظائف اللغویة لجاکبسون أن تحلل مدى توظيف الوظائف التواصلية الست في كتب «العربية لغة القرآن» للفرع المهني الإيراني، بهدف تقييم فعاليتها في تحقيق أهداف المنهج التواصلي الحديث وتحديد مواطن الخلل التي تحتاج إلى تطوير. وتوصل البحث إلی أنّ كتب العربية لغة القرآن للفرع المهني في إيران هيمنة الوظيفة الميتالغوية (بنسب تراوحت بين 16.33%-26.03%) والوظيفة المرجعية (15.31%-18.6%)، مما يعكس تركيزاً مفرطاً على الجانب التحليلي اللغوي ونقل المعلومات على حساب الوظائف الأخرى، حيث ظلت الوظيفة الشعرية الأضعف حضوراً (9.8%-11.64%) والوظيفة الانتباهية متدنية (8.22%-15.7%)، مما أثر سلباً على تنمية الكفاءة التواصلية الشاملة. وعلى الرغم من تحقيق توازن نسبي في الكتابين الأول والثاني بين الوظائف التعبيرية (13.7%-22.45%) والإقناعية (13.7%-18.49%)، إلا أن الخلل الواضح في توزيع الوظائف - خاصة في الكتاب الثالث - يستدعي إعادة النظر في المنهجية التعليمية عبر تعزيز العناصر الجمالية والتفاعلية، وتدريب المعلمين على توظيف متوازن للوظائف اللغوية، لضمان تحقيق أهداف المنهج التواصلي بشكل شامل وفعّال.
الکلمات المفتاحيّة
الموضوعات الرئيسة